مفاهيم كتابية

لاشك أننا كثيراً ما نتخبط في حياتنا الروحية لمفاهيم خاطئة تكونت في أذهاننا ولذلك نسعى من خلال سلسلة مفاهيم كتابية طرح المفاهيم الروحية بصورة كتابية معاصرة عربية تتخذ من الحق الكتابي قاعدة لها.

انت هنا / مفاهيم كتابية / صلب المسيح ودفنه وقيامته ثلاث حقائق كتابية

صلب المسيح ودفنه وقيامته ثلاث حقائق كتابية

الكاتب: القس د. منيس عبد النور
الناشر: مطبوعات نظرة للمستقبل

يعلن المؤلف في مقدمة هذه الدراسة المختصرة لأحداث صلب المسيح التي جرت في نهاية أسبوع الآلام رغبته أن يختبر القارئ قول الرسول بولس " أما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صُلب العالم لي وأنا للعالم" غلاطية 6: 14


لقد جرت أحداث صلب المسيح ودفنه وقيامته في فلسطين منذ أكثر من عشرين قرناً ، فهي ثلاث حقائق تاريخية ، إلا أن عدداً كبيراً من البشر ينكرون حدوثها لسبب غريب هو أنهم يعتزون بالمسيح ويجلونه فيرفضون أن يقبلوا له الإهانة والصلب

ويقولون : لن يقبل عدو ولا حبيب ان تمزق سياط الجلادين الأشرار جسد المسيح وهو الذي شفى الأبرص وفتح عيني الأعمى وأطعم الجياع وأقام الميت ... فلماذا يقبلون أن تحل بالمسيح صانع المعجزات العظيمة كل هذه الإهانات دون أن يُجري معجزة توقف صالبيه الأشرار عن تعذيبه وصلبه مع أنه القادر أن يبيدهم بنفخة من فمه ! وكيف يسمح الله للبشر الخطائين أن يرتكبوا كل هذا الشر بنبي عظيم ؟

غير أن دارس كلمة الله الموحى بها يصدق حقائق الصلب والقيامة ... أولاً لأنه يؤمن بما أوحى الله به ويثق أن الله لا يمكن ان يترك وحيه للبشر يحذفون منه أو يضيفون إليه ، فقد أعلن فيه خطته لفداء البشر ... وثانياً لأنه يدرك أن العقل البشري عاجز عن اختلاق حدوث صلب المسيح وموته وقيامته من عنده ، وبعد أختلاق حدوثه يضع كل ثقته فيه فيذيعه على رؤوس الأشهاد ، ويقبل أن يحتمل كل أنواع التعذيب في سبيل نشر " كذبة كبيرة " أختراعها أولاً ، وصدقها ثانياً ، وأذاعها أخيراً!


وفي كتاب صلب المسيح ودفنه وقيامته وهو الكتاب الحادي عشر من سلسلة كتب مفاهيم كتابية والذي يضم مائة صفحة تقريباً من القطع المتوسط ،يتناول فيه القس منيس هذه الثلاث حقائق التاريخية من خلال ثلاثة أجزاء الجزء الأول ويحمل عنوان المسيح صُلب وهو مُقسم لخمسة فصول أما الجزء الثاني وهو معنون " المسيح دُفن " وهو مُقسم لفصلين أما الجزء الأخير وهو بعنوان " المسيح قام ! " ويشمل فصلين


أولاً الجزء الأول


الفصل الأول : المسيح ينبئ تلاميذه أنه سيصُلب وفيه يخبرنا الكاتب أن المسيح أختار اثنى عشر تلميذاً قضى بينهم نحو ثلاث سنين علمهم أثناءها إجابة سؤالين هامين ، أولهما من هو المسيح ؟ ... وثانيهما ماذا سيفعل ؟ وفي نهاية تعليمهم إجابة السؤال الأول سألهم " من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان ؟" لابد أن التلاميذ استنتجوا أن " ابن الله الحي " لا يمكن أن يموت وهنا بدأ المسيح يعلمهم إجابة السؤال الثاني " ماذا سيفعل المسيح ؟"


الفصل الثاني : ست محاكمات للمسيح ويسرد الكاتب هنا تفاصيل كل المحاكمات التي تعرض لها المسيح بشكل مفصل ، فلقد أوثق الجنود يسوع وأخذوه لمحاكمته أولاً أمام رئيس الكهنة حنّان ثم أخذوه لمحاكمة ليلية ثانية أمام رئيس الكهنة قيافا ، بعدها جرت محاكمة ثالثة صباحية أمام مجلس السنهدريم اليهودي برئاسة قيافا ثم حاكمه بيلاطس الوالي الروماني محاكمة رابعة ، فأرسله ليحاكمه الملك هيرودس محاكمة خامسة وأعاده هيرودس إلى بيلاطس لتُجرى المحاكمة السادسة والأخيرة والتي حكمت بصلبه ، ويأتي الفصل التالي الذي يتناول فيه الكاتب تنفيذ حكم الصلب .


الفصل الثالث : الحكم بصلب المسيح والبدء في تنفيذه ففي هذه المحاكمة السادسة والأخيرة أمام الوالي الروماني بيلاطس كان يرجو أن عجز اليهود عن إثبات شكواهم ضد يسوع يعطيه الحق في إعلان براءته ، ولكنهم كانوا يزدادون صراخاً " ليُصلب " فخاف من إطلاق سراح المسيح يثير غضب اليهود عليه فيشتكونه للقيصر فيعزله من وظيفته ، وكان قد سبق للإمبراطور طيباريوس أن لوم بيلاطس على عجزه عن إرضاء اليهود ولذلك صدر القرار بصلب المسيح .

الفصل الرابع : أشخاص وأحداث حول الصليب
يتطرق القس منيس لتناول أشخاص واحداث صاحبت صلب المسيح، فيذكر منها :ــ *زوجة بيلاطس توصي زوجها بالمسيح. *بطرس ينكر المسيح * ظلمة على الأرض *الزلزلة وشق حجاب الهيكل * سمعان القيرواني يحمل صليب المسيح
بنات أورشليم تبكين على المسيح *
الفصل الخامس : كلمات المسيح السبع وهو على الصليب


صُلب المسيح في مكان معروف بأسم " الجلجثة " ومعناها ( الجمجمة ) هناك أعطوه خلاً ممزوجاً بمرارة ليشرب ولما ذاقه رفض أن يشرب ( متى 27 : 34 ) وربما كان مقدموه من الجنود الرومان الذين سمعوا قائدهم يقول إن المسيح " بار " فتعاطفوا مع المسيح وأرادوا أن يخففوا شعوره بالآلآم القادمة عليه ... أو ربما قدمته إحداى الجمعيات الخيرية اليهودية التي كون النساء فيها لجاناً تقوم بتخفيف آلام من يُصلب من اليهود عملاً بنصيحة سليمان الحكيم في أمثال 31: 6 القائلة " أعطوا مسكراً لهالك وخمراً لمُري النفس" فكانوا يمزجون مع الخمر بعض الأعشاب المخدرة ويقدمونه للمحكوم عليه بالصلب قبل ان تبدأ أصعب درجات تعذيبه، ولما ذاق المسيح الخل الممزوج بالمخدر رفضه ربما أنه لم يشأ ان يفقد شيئاً من صفاء فكره وليكون متنبهاً ليقوم بما عليه أن يقوم به ، ولقد سجل لنا الوحي المقدس سبع كلمات قالها المسيح وهو على الصليب ، نطق اول ثلاثة منها قبل ساعات الظلمة ، وهي :


الكلمة الأولى : المسيح يطلب الغفران لصالبيه " يا أبتاه أغفر لهم ، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" لوقا 23 :34


الكلمة الثانية : المسيح يؤكد للص التائب نوال الحياة الأبدية " الحق أقول لك : إنك اليوم تكون معي في الفردوس"لوقا 23 :43


الكلمة الثالثة :المسيح يهتم بأمه " يا امرأة هوذا ابنك " ثم قال للتلميذ " هوذا امك " يوحنا 19 : 26


وقال الكلمة الرابعة أثناء ساعات الظلمة، وهي : الكلمة الرابعة : "إلهي إلهي ، لماذا تركتني ؟ " مت27 :46


وقال الكلمات الثلاث الأخيرة بعد ساعات الظلمة، وهي:


الكلمة الخامسة : " أنا عطشان "يوحنا 19 :28

الكلمة السادسة : " قد أُكمل " يوحنا19 :30


الكلمة السابعة : " يا أبتاه في يدك أستودع روحي "لوقا 23 :46


ثانياً : الجزء الثاني


الفصل الأول: التصريح بدفن المسيح صُلب المسيح يوم الجمعة الأغلب أنه السابع من أبريل ( نيسان ) عام 30 م ويشير الكاتب إلى أن في تكفين المسيح ودفنه برهان على صدق نبوات التوراة ، فيوم الجمعة هذا يوم أستعداد للاحتفال بعيد الفصح فلكي لا تبقى أجساد المصلوبين على صلبانهم في يوم السبت ، طلب اليهود من بيلاطس أن تُكسر سيقانهم . فأتى العسكر وكسروا ساقي الأول والآخر المصلوبين معه وأما يسوع فلم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات ، ويعرض القس منيس هنا إشارة واضحة لتحقيق نبوات التوراة في هذا الصدد .


الفصل الثاني : تشديد الحراسة على القبر لقد كان شيوخ اليهود يخشون أن يأتي تلاميذ المسيح ويسرقوا جسده بينما الحراس نائمين ويدعون أنه قام من الأموات فطلبوا من بيلاطس أن يرسل جنوداً لتشديد الحراسة على القبر ، ويطرح الكاتب الكثير من التساؤلات فيقول : إن كان كل الحراس نائمين فكيف عرفوا أن تلاميذ المسيح هم الذين سرقوا جسده ؟ وإن كانوا كلهم أو بعضهم مستيقظين ، فلماذا لم يمنعوا السرقة ، أو لماذا لم يقبضوا على اللصوص ؟ علماً أنه بعيد عن التصديق أن كل الحراس كانوا نياماً في وقت واحد ... أو أن التلاميذ الخائفين يحاولون أن يسرقوا جسد معلمهم من قبر مسدود بحجر عظيم ومختوم بختم الحاكم وتحت حراسة مشددة ... وكيف يدحرجون الحجر دون أن يستيقظ الحراس على صوت الدحرجة ؟ والجدير بالملاحظة أنه مع كل هذه الأمور المستحيلة الحدوث يفترى شيوخ اليهود على الحق ويفترون هذا الكذب ويستغلون سلطانهم الديني في إذاعة الباطل ليقنعوا الشعب به ، ومن المؤسف أنهم لا يزالون حتى يومنا هذا يصدقون هذا الأفتراء الذي لفقوه وينادون به !


ثالثاً : الجزء الثالث


الفصل الأول : تشجيع وتكليف سماويان هنا يتناول الكاتب مشاعر تختلف تماماً عن مشاعر الحراس ، واحاسيس تتناقض مع أفكار شيوخ اليهود ، فقد امتلأت قلوب النسوة المؤمنات بالدهشة والفرح ، وشاركن عدداً من تلاميذ المسيح في سماع النصائح والتشجيعات السماوية التي لم يكونوا يتخيلون وجودها ، ولا أنها ستُقدم لهم كعطية إلهية.


الفصل الثاني : ظهورات المسيح للمؤمنين به بعد قيامته ظهر المسيح للمؤمنين به عشر مرات بعد قيامته ، جرت خمسة منها في أورشليم أو بالقرب منها يوم الأحد الذي قام فيه ، أما المرات الخمس التالية فكانت أثناء الأربعين يوماً التي استمر المسيح فيها في أرضنا ، بعدها صعد إلى السماء .


قد جرت الظهورات الخمسة الأولي يوم أحد القيامة ، وهى :ــ
ــ ظهر لمريم المجدلية وحدها ــ ظهر للنساء وهن راجعات من القبر
ــ ظهر لبطرس وحده ــ ظهر لتلميذين منطلقين إلى عمواس
ــ ظهر للرسل في العلية في غياب توما
والظهورات الخمسة التالية هى :ــ
ــ ظهر للتلاميذ في العلية في أورشليم ومعهم توما ــ ظهر لسبعة رسل عند بحيرة طبرية
ــ ظهر للأحد عشر رسولاً مع خمسمئة أخ على جبال الجليل ــ ظهر ليعقوب ــ ظهر للأحد عشر رسولاً في أورشليم وقت صعوده.

للتحميل والقراءة   
 
صلب المسيح ودفنه وقيامته ثلاث حقائق كتابية
حقوق النشر © 2022 نظرة للمستقبل . جميع الحقوق محفوظة.