قضايا معاصرة
لقد تطرق الكتاب المقدس لكافة الجوانب المتعلقة بحياتنا الروحية وعلاقتنا بالله، ولكنه لم يغفل أيضاً عن التطرق للقضايا الصعبة التي تواجهنا في حياتنا المعاصرة فهو كتاب لكل زمان لذلك فكلما ظهرت قضية على السطح نجد فكر الكتاب واضح فيها وعلى هذا الأساس تتناول سلسلة كتب قضايا معاصرة قضايا كالطلاق والإجهاض والموت والإدمان....على أساس كتابي.
قضايا طبية شائكة
الكاتب: د. عفت شوقي - نصرالله زكريا
الناشر: مطبوعات نظرة للمستقبل
هذا الكتاب هو محاولة لعمل بعض التوافق بين العلم والقانون وإعادة الفهم للموروث الديني والأعراف والتقاليد المجتمعية . ونعترف بأننا التزمنا الحياد في عرض الحقائق العلمية المجردة بجانب المفاهيم الإيمانية المسيحية والإسلامية مدعومة بأقوال شخصيات هامة مثل قداسة البابا شنودة الثالث وكذا بعض الآباء السابقين وبعض القيادات الإسلامية مثل فضيلة شيخ الأزهر والقادة والمفكرين العلمانيين والإسلاميين . وهذا بجانب المفاهيم الدولية وحقوق الإنسان والقوانين الوضعية حسب كل موضوع .
كما التزمنا بالمنظور المسيحي الذي يؤكد حقوق الإنسان وكرامته ، لأننا مخلوقون على صورة الله لكي نعرفه . ونخدمه من خلال خدمة بعضنا البعض ، فنحن وكلاء لله على الأرض .
ولذلك علينا أن نهتم بأن نكون القدوة لمن هو بعيد وأن نكون النافذة التي يرى من خلالها العالم شخص المسيح . وما سبق سنجده المنهاج في عرض القضايا الشائكة التالية :
1. ختان الإناث .
2. الإجهاض .
3. تأجير الأرحام .
4. زراعة الأعضاء .
5. الموت الرحيم .
وعن قضية ختان الإناث يقول الكاتبان: المرأة هي نصف المجتمع فهي الأم والزوجة والابنة والأخت . ومن منطلق اهتمامنا بالمرأة ومناقشة قضاياها وهمومها لابد أن نهتم بالتحديات الصحية التي تواجهها . فيعرف ختان الإناث أو الخفاض أو المعروف بالختان السني الشرعي للبنات بأنه هو عملية قطع جلدة القلفة التي تغطي رأس البظر فقط . ويختلف الختان الفرعوني اختلافاً كلياً عن ختان الإناث الشرعي أو الخفض ، أما ما يطلق عليه تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى أو الختان الفرعوني فينقسم إلى أربعة أنواع ، ويكون ببتر أو إزالة جزء من الأعضاء التناسلية للأنثى إزالة كاملة أو جزئية .
ختان الإناث أو الانتهاك البدني لصغار الإناث ويعرف باسم "الطهارة" وترمز للطهارة والعفة كنقيض للنجاسة والدنس ، وهذا بالطبع مفهوم خاطئ لهذه العملية مؤسس على التقاليد البالية والأعراف السائدة . ويُعرف الختان طبياً بأنه الاستئصال الكلي أو الجزئي للأعضاء الجنسية الخارجية للأنثى ، وللأسف لاتزال هذه العادة تمارس على حوالي 80 إلى 90٪ من بنات مصر مسيحيين ومسلمين وتقل هذه النسبة بارتفاع مستوى التعليم والمستوى الاجتماعي للعائلة (91٪ الريف ـــــــ 63٪ الحضر) . نسبة من يؤيدون استمرارها تصل إلى 75٪ .
وعن رأي المسيحية في قضية الختان كما يسرده الكاتبان:
يعتبر ختان الإناث في المسيحية جريمة وخطيئة جسيمة قد تتسبب في منع من قام بها ومن اشترك في إجرائها من طبيب ومساعدين ووالدين بالحرم الكنسي من ممارسة الأسرار المقدسة ولا يوجد لهذه العادة الوثنية أي سند ديني على الإطلاق إذ لا توجد آية واحدة في الكتاب المقدس بعهديه: القديم والجديد تنصح أو تأمر بهذه الممارسة. كان ختان الذكور فريضة دينية في اليهودية وتم إلغاؤها دينياً في المسيحية ولكنها بقيت كممارسة وكعادة متوارثة فقط أما ختان الإناث فلم ترد بشأنه آية واحدة في الكتاب المقدس.
وختان الإناث لا يمكن اعتباره إلا تشويهاً لجسد المرأة كما خلقه الله. وممارسة ذكورية تعبر عن التسلط الذكري على الأنثى، ويبقى أن نقول أن هذه العادة الضارة لا تحمي الفتاة من الانحراف كما قد يتصور البعض فالعفة تبدأ من القلب والطهارة تبدأ من الداخل قال السيد المسيح :"الإنسان الصالح من الكنز الصالح في القلب يخرج الصالحات والإنسان الشرير من الكنز الشرير يخرج الشرور" متى35:12. إذن فإن المسيحية ترفض بشكل قاطع وحاسم هذه الممارسة العنيفة التي تجري لبناتنا يومياً تحت سمع وبصر ومباركة المجتمع.
أما عن قضية الإجهاض فيصرح الكاتبان بأن: النقاش حول الإجهاض معقد جداً لأن هذا الموضوع له جوانب لاهوتية وأخلاقية واجتماعية وطبية وقانونية وشخصية. كما أن هذا الموضوع يمس إلى حد كبير أسرار الحياة الإنسانية الخاصة وفي كثير من الأحيان يتضمن خيارات قد تكون أليمة للغاية.
إن فكرة الإجهاض تجعل البشر يدخلون في صراع شديد بين الرغبة في التخلص من جنين غير مرغوب في وجوده وبين الإيمان بسيادة الله وقداسة الحياة البشرية. كما أن هذه الإشكالية تتعلق بالمعتقد الإنساني والعلاقة بالله لأنه مهما كانت مرحلة تشكل الجنين في أطوارها الأولى، فإن الجميع متفقون على أن الجنين كائن بشري حي. ومن أهم الجوانب التي يتطرق إليها الكاتبان:
تعريف الإجهاض، أنواع الإجهاض، أسباب اللجوء للإجهاض، طرق الإجهاض المفتعل،
الموقف القانوني من الإجهاض، الموقف العقائدي.
وعن قضية تأجير الأرحام فيقول الكاتبان: إن تأجير الأرحام أحد التقنيات الحديثة للعلم للتغلب على العقم الناتج عن وجود مشكلات في الرحم تمنع من إمكانية الإنجاب ويتم هذا الأمر بأن يؤخذ منى الرجل "الزوج" وتلقح به بويضات الأم الأصلية في المختبر حتى تتشكل نواة الجنين ومن ثم تعاد هذه النواة لتوضع في رحم امرأة آخرى تقبل أن تؤجر رحمها للزوجين الراغبين في إنجاب طفل ويطلق عليها في هذه الحالة "الأم البديلة أو الأم الحاضنة" ويتم هذا الأجراء بعد توقيع عقد بين الطرفين وبعد الاتفاق على مقابل مادي يحدد مسبقاً وقد لا تأخذ الأم الحاضنة أي مقابل مادي، في سبيل تحقيق رغبة الزوجين في إنجاب طفلهما، فيما يسمى تطوعاً على أن ينتهي دور الأم الحاضنة أو البديلة بعد الولادة مباشرة، وفي
إطار تناول هذه القضية يتطرق الكاتبان للآتي:
من المستفيد من تكنولوجيا تأجير الأرحام؟
الإخصاب الصناعي وتأجير الأرحام بين الرفض والقبول.
حلول فقهية وطبية لمسألة تأجير الأرحام.
ثم يتطرق الكاتبان لقضية زراعة الأعضاء والتي هي عبارة عن نقل عضو من جسم إلى آخر أو نقل جزء من جسد المريض إلى الجزء المصاب في الجسد نفسه، بهدف استبدال العضو التالف أو الغائب تماماً في جسد المتلقي ويسمح مجال طب التجديد الناشئ للعلماء ومتخصصي الهندسة الوراثية بمحاولة إعادة تكوين أعضاء من الخلايا الخاصة بالمريض نفسه (الخلايا الجذعية، أو الخلايا المستخرجة من الأعضاء المصابة بقصور). ويُطلق على الأعضاء أو الأنسجة التي تُزرع داخل جسم الشخص نفسه مسمى الطعم الذاتي. وتُسمى عمليات زراعة الأعضاء التي تُجرى بين كائنين من الجنس نفسه عمليات الطعم المغاير ويمكن إجراء عمليات الطعم المغاير إما من مصدر حي أو من أشخاص متوفين دماغياً.
يثير موضوع زراعة الأعضاء العديد من القضايا الأخلاقية الحيوية بما في ذلك تعريف الوفاة، وتوقيت وكيفية التصريح بزراعة أحد الأعضاء إضافة إلى فكرة دفع مقابل مالي للأعضاء المزروعة ومن أمثلة القضايا الأخلاقية الأخرى موضوع السياحة القائمة على عمليات زراعة الأعضاء وتشمل القضايا الأخلاقية الأوسع نطاقاً السياق الاجتماعي ـــــ الاقتصادي الذي ستجرى في إطاره عمليات نقل أو زراعة الأعضاء وهناك مشكلة محددة وهي تجارة الأعضاء، ويتطرق الكاتبان في هذه القضية لعرض:
أنواع زراعة الأعضاء:
أسباب التبرع بالأعضاء والقضايا الأخلاقية المرتبطة بهذه العملية:
ما معنى موت المخ، وما هي علاماته؟
ملامح قانون نقل وزراعة الأعضاء البشرية المصري
وعن قضية الموت الرحيم تلك القضية التي يختتم بها الكاتبان هذه الدراسة فنجد خلالها مايلي:
الأسباب التي يبني على أساسها دعاة الموت الرحيم دعوتهم تصنيف القتل الرحيم
موقف الكنيسة والإسلام من تلك القضية الأطباء والقتل الرحيم لماذا ينتشر القتل الرحيم؟